تجميد ورم بالظهر

تجميد الأورام

إن الورم التليفي الحميدي يُمثل تحديًا حقيقيًا وذلك نظرًا لارتفاع مُعدل رجوعه مرة أخرى، حيث يميل إلى التكرار حتى بعد العلاج بالجراحة والإشعاع والعلاج الكيميائي. هذا ما حدث لهذه الشابة التي عانت من ورم تليفي في الظهر وخضعت إلى استئصال أولي وعندما ظهر للمرة الثانية، خضعت مرة أخرى إلى الاستئصال الجراحي، ولكنه عاود الظهور للمرة الثالثة.

قديمًا كانت الطريقة الوحيدة للتعامل مع مثل هذه الحالة هي الجراحة للمرة الثالثة، ولكن التقدم التكنولوجي في العقود القليلة الماضية قد وفر مجموعة كاملة من الأساليب الجديدة، وإحدى تلك الطرق المثيرة هي تجميد الأورام بالأشعة التداخلية؛ لذا تم تحويل هذه المريضة إلى مركز الحياة للأشعة التداخلية وقسطرة الدماغ بكربلاء.

داخل مركز الحياة للأشعة التداخلية وقسطرة الدماغ:


داخل مركز الحياة للأشعة التداخلية وقسطرة الدماغ بكربلاء، تم تشخيص الحالة بدقة عالية باستخدام أحدث الأجهزة التشخيصية وأهمها المفراس الحلزوني المزود بالذكاء الاصطناعي الذي كشف عن وجود ثلاثة أورام لديها على طول العصب المُغذي للقدم اليسرى. قام استشاري الأشعة التداخلية بالتعامل مع الحالة بمنتهى الاحترافية نتيجة إلى المهارة والخبرة وتم تجميد الورم بنجاح باستخدام مسبارين، تم وضعهما بتوجيه من الصورة التلفزيونية والتأكد من مكانهما في الموضع الصحيح من خلال الصورة الطبقية. بعد اكتمال البروتوكول الخاص بهذه الأورام، تم التأكد أن المريضة لم تعاني من أي مضاعفات من العملية ولم تتعرض حتى إلى وجود ندبات على الجلد. 

إن تكلفة العملية تُقدر بحوالي 20 مليون وهو مبلغ باهظ جدًا، ولكن هذه المريضة خضعت إلى هذه العملية ضمن مبادرة العتبة الحسينية المقدسة.

ما هو العلاج بالتبريد؟


الاستئصال بالتبريد هو وسيلة لتدمير الأنسجة عن طريق التجميد، ويتم استخدامها لعلاج السرطان. يتم تصوير الأنسجة المستهدفة باستخدام إرشادات التصوير مثل الموجات فوق الصوتية أو المفراس الحلزوني.  يتم إعطاء عامل تجميد شديد البرودة (النيتروجين السائل) من خلال إبرة رفيعة تسمى المسبار، حيث يتم تجميد الأنسجة غير الطبيعية وتدميرها. يعتمد عدد الإبر المستخدمة على حجم الورم. وفي هذه الحالة تم استخدام مسبارين كما ذكرنا.

يؤدي عامل التجميد إلى تكوين كرة ثلجية حول الأنسجة المستهدفة. تتحقق الأشعة المقطعية من أن كرة الثلج تغطي الورم بأكمله بالإضافة إلى هامش من الأنسجة السليمة لضمان معالجة المنطقة بالكامل.

كيف يؤثر التجميد على الأورام؟


يسبب التبريد تلفًا خلويًا وموتًا للأنسجة مع إصابة مباشرة لخلايا الورم، حيث يؤدي تبريد الأنسجة إلى تكوين بلورات ثلجية خارج الخلية، مما يؤدي إلى أخذ الماء من داخل الخلايا، تجفيفها، وإحداث تلف بها لا يمكن إصلاحه. ونتيجة لذلك، يتم قطع تدفق الدم إلى الورم. ثم  يتم امتصاص الأنسجة الميتة ببطء.

تتمثل مزايا الاستئصال بالتبريد:


- القدرة على مراقبة المنطقة المستهدفة أثناء الإجراء.
- أقل إيلامًا نظرًا لأن تبريد الأنسجة والأعصاب يوفر تأثيرًا مخدرًا.
- سهولة الاستخدام.
- فترة تعافي أقصر من العلاجات الأخرى. 
- يمكن تكراره إذا لزم الأمر.
- يعد العلاج بالتبريد آمنًا جدًا بشكل عام.
- المخاطر المرتبطة به أقل بشكل عام مقارنةً بالجراحة. 
- هناك خطر ضئيل لحدوث النزيف والعدوى والأضرار العرضية للأعضاء السليمة القريبة، كما هو الحال مع جميع الإجراءات الطبية.

متى يكون العلاج بالتبريد خيارًا؟


يمكن أن يعالج الاستئصال بالتبريد بشكل فعال مجموعة واسعة من الأورام الحميدة والخبيثة، بما في ذلك سرطانات الرئة والكلى والثدي والعظام والكبد وبعض الأنواع  الأخرى.  تعتمد القدرة على علاج الورم على عدد من العوامل بما في ذلك نوع الورم وموقعه وحجمه ومدى إمكانية رؤية الورم تحت توجيهات الصورة.

يوصى بهذا النوع من العلاج عندما يكون المريض غير مناسب للاستئصال الجراحي للورم لأسباب مختلفة بما في ذلك تقدم السن أو أمراض مصاحبة أخرى.